Mr-AhMaD رئيس مجلس الادارة
تاريخ التسجيل : 09/08/2009 عدد المساهمات : 612 الجنس :
الجنسية : العمر : 33 الاوسمة :
| موضوع: التعلق بصفة من صفات الله توصل إليه السبت أغسطس 29, 2009 6:30 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
التعلق بصفة من صفات الله توصل إليه ، و ها هنا سر بديع كما قال ابن قيم
الجوزية ؛ و هو أن من تعلق بصفة من صفات الرب أدخلته تلك الصفة عليه ، و
أوصلته إليه ، و الله تعالى هو الصبور ، بل لا أحد أصبر على أذى سمعه و بصره
منه ... لما يصدر من عباده ، فالله تعالى يحب أسماءه و صفاته ، و يحب مقتضى
صفاته و ظهور آثارها في عباده ، فإن الله جميل يحب الجمال ، عفو يحب العفو ،
كريم يحب أهل الكرم ، عليم يحب أهل العلم ، و إذا كان الله سبحانه يحب
المتصفين بآثار صفاته ، فهو معهم بحسب نصيبهم من هذا الإتصاف ، فهذه
المعية الخاصة التي عبر عنها بقوله في الحديث القدسي : " كنت له سمعا و
بصرا و يدا و مؤيدا..."
و الصبر من أكبر ألأنصبة و أوفرها لنيل هذه المرتبة ...
و حقيقة الصبر
هو الصبر على أقضيته ، و الصبر على أوامره ، و الصبر على نواهيه ... حيث
يدور العبد مع أحكام الله حيث دارت ، يكون دائما مع الله لا مع نفسه بالمحبة و
الموافقة ، فمن علم طريق الحق تعالى سهل عليه سلوكه، ولا دليل على الطريق
إلى الله تعالى إلا متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في أحواله، وأفعاله
وأقواله ؛ فكل الطرق مسدودة إلا من اقتفى أثر المصطفى و كل من رسول
رسول الله يغترف...
فأما المغرورون فإن حظهم من هذه الصفات إلا الأماني الكاذبة التي رسمها
الشيطان في مخيلتهم ، و سولها لهم ...
فليبادر المؤمن أن يكون رحيما لغيره ، حليما بمن أساء
إليه ، رفيقا بالضعفاء و
المساكين ، لطيفا في تعامله مع الناس ، صبورا على أذاهم محسنا إليهم لأن الله
رحيم وحليم و لطيف ومحسن ...عندما يعلم المؤمن بأن الله عليم وسميع وبصير
وتواب و رحيم ومكرم فإن ذلك يدفعه دوما الى فعل الصالحات ، و المسارعة إلى
الخيرات دون تقاعس أو تكاسل ، بل ينطلق كالسهم لتفريج الكرب و المشي في
حاجات الناس و انتشالهم من براثن الفساد ، فيد المؤمن دوما ممدودة إلى عيال
الله ينظر إليهم بعين الرأفة و الرحمة اقتداء بنبي الرحمة "
بالمؤمنين رؤوف
رحيم" و عندما يشعر الإنسان بان الله مطلع على ما تكنه نفسه وما
تفعله
جوارحه و أنه يوما سيقف بين يديه للحساب ؛ يتخلى عن المعاصي والآثام
الباطنة و الظاهرة ." و ذروا ظاهر الإثم و باطنه"...
- إن الايمان بالصفات الالهية ينعكس كذلك على المجتمع الذي يعيش فيه و ذلك
بالتعاون على البر و التقوى ، كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "
ابغوني في ضعفائكم ، هل ترزقون و تنصرون إلاّ بضعفائكم " رواه الحاكم في
المستدرك ، و مسند الشاميين للطبراني...و معناه من أراد لقائي فليبحث عني لا
بين الأولياء ، و الأغنياء ، و الملوك و الحكام ، و لكن في صميم الطبقات
الكادحة ، فإن هذه الطبقات قوام الحياة...و قال كذلك رسول الله قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ
كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ
فِي عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ
وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ
عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ
بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ " [مسلم ، الترمذي , أحمد] ، و لهذا يخطأ الكثير
منا في فهم هذا الحديث " إن لله تسعة و تسعين اسما ، مائة إلا واحدا من
أحصاها دخل الجنة " ...و في رواية أخرى من حفظها دخل الجنة ...فالحفظ معلوم
هو العناية و الرعاية ، و كذلك الإحصاء فإنه علم دقيق قائم بذاته يستعمله اليوم
الباحثون لتفسير الظواهر و استخلاص النتائج و اتخاذ القرارت بشأنها أو على
ضوئها...فإحصاء أسماء الله و حفظها هو العمل بمقتضاها و التحقق بها و
التحلي بحللها . فكم رأينا من عثرات في الطريق لآناس كنا نعدهم من الأخيار، و
كنا نأخذ من علومهم !! و السبب واضح لا غبار عليه إنهم لبسوا لبوسا لا تليق
بهم و رفعوا أنفسهم إلى مقامات غير مقاماتهم ...كما قال عمر الزجاجي : " من
تكلم عن حال لم يصل إليها كان كلامه فتنة لمن سمعه ، و دعوى تتولد في قلبه ،
و حرمه الله الوصول إلى ذلك الحال ." و قديما قيل : إذا أبغض الله عبدا أعطاه
صحبة الصالحين ، و منع القبول منهم ، و أعطاه الأعمال الصالحة و منعه
الإخلاص فيها ، و أعطاه الحكمة ، و منعه الصدق فيها...فإخلاص العمل أشد من
العمل و العمل يعجز عنه الرجال ...فكذلكم أحبتي من جعل الصفات مجرد رنة
على اللسان يجادل بها الإنسان أخاه الإنسان فإنه لن يستلذ بكلام الرحمن و إن
كثر تردادها على اللسان ... فالاشتغال بالتحقق ثقيل على النفوس ، والفضول
خفيف على القلب. والعامي يفرح بالخوض في العلم، إذ الشيطان يخيل إليه أنه
من العلماء وأهل الفضل، ولا يزال يحبب إليه ذلك حتى يتكلم في أمور نهى
الصحابة الخوض فيها حتى يوقعه في الكفر وهو لا يدري.
| |
|
جيسيكا عضو جديد
تاريخ التسجيل : 08/09/2009 عدد المساهمات : 15 الجنس :
الجنسية : الاوسمة :
| موضوع: رد: التعلق بصفة من صفات الله توصل إليه الأربعاء سبتمبر 09, 2009 12:01 am | |
| | |
|
shahd عضو جديد
تاريخ التسجيل : 09/09/2009 عدد المساهمات : 6 الجنس :
الجنسية : الاوسمة :
| موضوع: رد: التعلق بصفة من صفات الله توصل إليه الأربعاء سبتمبر 09, 2009 2:43 am | |
| بارك الله فيك وجزاك الله كل الخير | |
|